أجرى برنامج “أثير” حوارًا مطوّلًا مع الكاتب والحقوقي الموريتاني محمدو ولد صلاحي، المعتقل السابق في سجن غوانتانامو، كشف خلاله عن أبرز محطات رحلته مع الاعتقال والتعذيب وما خلفته التجربة من آثار عميقة على حياته.
وتحدث ولد صلاحي عن ظروف توقيفه الأولى في موريتانيا وتسليمه لاحقًا لجهات أجنبية، قبل أن ينقل إلى عدة سجون سرية ثم إلى معتقل غوانتانامو حيث قضى سنوات طويلة دون محاكمة. وأوضح أن ملفه ظلّ عالقًا بسبب الشبهات الأمنية والاتهامات غير المثبتة، مشيرًا إلى أن السلطات الأمريكية لم تقدّم أي دليل قانوني لإدانته.
كما استعرض أبرز أساليب التحقيق والاستجواب التي تعرّض لها داخل السجن، بما في ذلك الضغوط النفسية والجسدية، مؤكدًا أنه واجه هذه التجارب بالتحمل والإيمان والصبر. وأشار إلى أن الكتابة والتوثيق، وخاصة عبر مذكراته “يوميات غوانتانامو”، كانت وسيلته الأساسية لمقاومة اليأس ونقل معاناة المعتقلين إلى العالم.
وبخصوص تأثير الاعتقال على حياته، أوضح ولد صلاحي أن التجربة تركت جراحًا عميقة على المستوى النفسي والاجتماعي، لكنه حاول إعادة بناء ذاته بعد الإفراج عنه وعودته إلى موريتانيا. وأضاف أنه يسعى اليوم إلى نشر قيم العدالة والسلام، وتوعية الرأي العام بخطورة الاعتقال خارج نطاق القانون.
وفي ختام المقابلة، وجّه ولد صلاحي رسالة إلى الحكومات والمنظمات الدولية بضرورة العمل الجاد لحماية حقوق الإنسان، وضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تهدد الكرامة الإنسانية والعدالة الدولية.