شهدت مدينة وادان، إحدى أبرز مدن التراث التاريخي في موريتانيا، صدور تقرير تقييمي لأشغال مشروع القرية التراثية والثقافية ومتحف وادان، الذي يهدف إلى إحياء الهوية الحضارية للمدينة وتعزيز جاذبيتها السياحية والثقافية.
أولاً: مستوى تنفيذ الأشغال
أظهر التقييم انتهاء الهيكل الأساسي للمتحف وفق الطابع المعماري المرابطي، مع تنظيم جيد للمعارض الداخلية، رغم بعض الملاحظات المتعلقة بالإضاءة واللافتات الإرشادية.
وفي القرية التراثية، اكتملت المباني التقليدية والساحات العامة بأسلوب يحافظ على العمران الأصيل، بينما تتطلب بعض الممرات استكمال التشجير وتحسين محتواها الثقافي. كما بين التقرير جودة تنفيذ المسجد والفضاءات التقليدية من أخصاص وعرائش وخيم، مع التوصية بتزويدها بأثاث محلي الصنع.
ثانياً: الجوانب الثقافية والحضارية
أكد التقرير أهمية توثيق تاريخ المقاومة الوطنية، وإبراز إسهامات العلماء الشناقطة والتراث المرابطي الممتد لعشرة قرون. كما أوصى بدعم هيئة التراث لتمكين فرق متخصصة من تطوير محتوى المتحف والمكتبة، وبناء ذاكرة حضارية غنية للزوار.
وأشار التقييم إلى نجاح تجارب موازية في مدن تراثية أخرى بولايات آدرار وتكانت، بما يعزز مشروع صون التراث الوطني.
ثالثاً: التنمية والاستدامة
سجّل التقرير جهوداً في دعم المسجد العتيق، رعاية الأسر المتعففة عبر "المدجنة"، مساندة المدارس الأهلية والمنتجين الحرفيين، وترميز الطريق إلى وادان. كما أبرز اعتماد الطاقة المتجددة، وتوفير خزانات المياه، وتوسيع المساحات الخضراء، ما يعزز البعد البيئي للمشروع.
رابعاً: الإيجابيات والملاحظات
من أبرز الإيجابيات: الالتزام بالهوية المعمارية، جودة التنفيذ، تعزيز السياحة الثقافية، وتوفير فضاءات تعليمية عبر مدرسة التراث.
أما الملاحظات فشملت: الحاجة لتوسيع الإرشاد متعدد اللغات، تطوير الفعاليات بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية، إضافة مرافق خدمية تراعي الطابع التراثي، وتوفير إمكانات أكبر لهيئة التراث لاستكمال التجهيزات والترميم
ويعد مشروع متحف وادان والقرية التراثية خطوة محورية لصون الذاكرة الوطنية وتعزيز مكانة المدينة كموقع تراث عالمي. ويؤكد التقرير أن استمرار الدعم الرسمي والفني يشكل أساساً لضمان استدامة المشروع وتعزيز مردوده الثقافي والاجتماعي.
