فى مثل هذا اليوم.. وفاة نيلسون مانديلا عن عمر ناهز 95 عامًا


في الخامس من ديسمبر 2013، توفي نيلسون مانديلا، الناشط السابق الذي تجاوز فترة سجن قاربت ثلاثة عقود ليصبح رئيسًا لجنوب أفريقيا، بعد سنوات من المعاناة من مشاكل صحية، كان عمره 95 عامًا.

قال رئيس جنوب أفريقيا آنذاك، جاكوب زوما: "لقد فقدت أمتنا أعظم أبنائها لقد فقد شعبنا أبًا" وأضاف: "ما جعل نيلسون مانديلا عظيما هو ما جعله إنسانًا لقد رأينا فيه ما ننشده في أنفسنا".

كان مانديلا معروفًا بمقاتلته من أجل الحرية، وبكونه سجينا سابقا، وزعيما للحقوق المدنية، وقائدا سياسيا، ورمزا للنزاهة والمصالحة، ليس فقط في جنوب أفريقيا بل في العالم بأسره.

بدأت مهمته، التي استمرت طوال حياته لإنهاء نظام الفصل العنصري، عندما ترك المدرسة مبكرًا لينضمّ إلى المؤتمر الوطني الأفريقي، ارتقى سريعا في صفوف المنظمة، وانتخب عضوًا قياديًا في عام 1950.

وفي عام 1960 اتخذت جهود مانديلا طابعا أكثر تشددًا، بعد أن أطلقت الشرطة النار على مجموعة من المتظاهرين العزل في بلدة شاربفيل، ما أسفر عن مقتل 69 شخصًا.

 

حظر حزب مانديلا
وبعد فترة وجيزة، حظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لكن ذلك لم يثنِ مانديلا، فبعد الحظر، اختفى ليشكل جناحًا مسلحًا جديدًا للمنظمة يدعى "رمح الأمة"، ومن خلال هذه المجموعة، المعروفة أيضًا باسم MK، شارك مانديلا في التخطيط لهجمات على مؤسسات حكومية، مثل مكتب البريد.

لم يكن هذا التحول إلى العمل العنيف قرارًا سهلًا بالنسبة له، فقد قال عن تأسيس الجناح المسلح: "سيكون من الخطأ وغير الواقعي أن يواصل القادة الأفارقة الدعوة إلى السلام واللاعنف في وقتٍ واجهت فيه الحكومة مطالبنا السلمية بالقوة".

وأضاف: "لم يتخذ قرار الشروع في أشكال عنيفة من النضال السياسي إلا بعد فشل كل الحلول الأخرى، وبعد أن سدت أمامنا جميع قنوات الاحتجاج السلمي".

وفي عام 1962، غادر مانديلا جنوب أفريقيا سرًا، متنقلًا بين عدد من دول أفريقيا وإنجلترا لكسب الدعم. كما تلقّى تدريبًا في المغرب وإثيوبيا، وعند عودته، ألقي القبض عليه ووجهت إليه تهمتا الخروج غير القانوني من البلاد والتحريض على الإضراب، ثم حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم.

 
خطاب مانديلا استغرق 4 ساعات
وبدلًا من الإدلاء بشهادته، ألقى خطابًا استمر أربع ساعات، اختتمه بقوله: "لقد ناضلت ضد الهيمنة البيضاء، وناضلت ضد الهيمنة السوداء، لقد اعتززت بمبدأ مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع بتناغم وتكافؤ فرص، إنه مبدأ آمل أن أعيش من أجله وأحققه، ولكن إذا لزم الأمر، فهو مبدأ أستعد للموت من أجله".

وأثناء وجوده في السجن، أدت حملة "أطلقوا سراح نيلسون مانديلا" إلى تأجيج الاحتجاجات ضد النظام.

وفي عام 1990، اتخذ الرئيس الجديد فريدريك دي كليرك خطوة صادمة، ابتعد فيها عن المحافظين في حزبه، فرفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجميع الأحزاب السياسية الأخرى المحظورة سابقًا  ودعا إلى جنوب أفريقيا غير عنصرية.

وفي فبراير من ذلك العام، أطلق دي كليرك سراح مانديلا دون قيد أو شرط، وخرج الرجل، البالغ من العمر آنذاك 71 عامًا، من السجن رافعًا قبضته فوق رأسه كان قد أمضى 27 عامًا في السجن.

بعد إطلاق سراحه، استأنف مانديلا قيادته للمؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضات لإنهاء نظام الفصل العنصري، وبشكل لافت، وبعد أربع سنوات فقط من إطلاق سراحه، نصب في 10 مايو 1994 أول رئيس منتخب ديمقراطيًا لجنوب أفريقيا.

كرئيس قدم مانديلا برامج اجتماعية واقتصادية، وأشرف على سن دستور جديد أرسى حكومة مركزية قوية وحظر التمييز، كما حث السود في جنوب أفريقيا على عدم الانتقام من حقبة الفصل العنصري، داعيًا إلى اللطف والتسامح، لم يمضِ مانديلا سوى فترة رئاسية واحدة، ليقدم قدوة لقادة المستقبل، لكنه ظل حاضرا في وجدان الأمة حتى وفاته.

وقد أعرب عشرات المسئولين وقادة العالم عن حزنهم لرحيل مانديلا، واستمرت مراسم الجنازة ودفن الجثمان عشرة أيام من الحداد الوطني، وفي 15 ديسمبر، وقف زعماء القبائل، مرتدين جلود الحيوانات، إلى جانب مسئولين يرتدون بدلات داكنة.