موريتانيا تؤكد حيادها الإيجابي واستعدادها لدعم حل سياسي للصحراء


أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ووزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك عبّرا له عن استعداد موريتانيا لدعم أي تقدم سياسي بشأن قضية الصحراء الغربية، مشددين على تمسك نواكشوط بموقف “الحياد الإيجابي”، وحرصها على متابعة التطورات في هذا الملف بحذر واهتمام نظراً لهشاشة الوضع الإقليمي.

وجاءت تصريحات دي ميستورا خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، حيث استعرض نتائج جولته الأخيرة التي شملت الرباط، ونواكشوط، وتندوف، والجزائر. وأوضح أنه استمع خلالها إلى المواقف والمخاوف المعروفة لدى الأطراف المختلفة، سواء في لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أو الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، وكذلك وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.

وأشار دي ميستورا إلى ثلاث رسائل وصفها بالمهمة، وردته من الإدارة الأمريكية عقب زيارة وزير الخارجية المغربي إلى واشنطن. أولى هذه الرسائل، بحسبه، هي ضرورة التعامل مع مقترح الحكم الذاتي المغربي بجدية، مع توضيح تفاصيله وصلاحيات الكيان الذي سيُمنح حكماً ذاتياً حقيقياً.

أما الرسالة الثانية فتتمثل في التأكيد على أهمية التوصل إلى “حل مقبول للطرفين”، ما يفرض الدخول في مفاوضات حقيقية بين الأطراف المعنية، ويستلزم في مرحلة ما وضع آلية موثوقة لتقرير المصير.

بينما شدد دي ميستورا على أن الرسالة الثالثة من الجانب الأمريكي هي الأكثر أهمية، إذ تعلن نية الإدارة الجديدة في واشنطن الانخراط بشكل مباشر لتسهيل التوصل إلى حل متفق عليه، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وتحت إشراف مجلس الأمن.

وختم المبعوث الأممي إحاطته بالتنبيه إلى أن “الإحساس بالإلحاح بات واضحاً”، مشدداً على ضرورة التحرك إذا كان المجتمع الدولي جاداً في تهدئة الأوضاع في المنطقة والسعي الجدي لحل هذا النزاع المستمر منذ عقود.