هدى باباه... وزيرة تواجه الفساد في قلب عاصفة التعليم

في خضم عاصفة من الانتقادات والهجمات الممنهجة، وفي زمن تكاد فيه الأصوات الجادة تخنق تحت ركام الترضيات والمجاملات، تقف وزيرة التربية هدى باباه كحصن منيع يدافع عن مستقبل التعليم، حاملة مشعل إصلاحٍ طال انتظاره في أكثر القطاعات حساسية وعمقا في مستقبل الوطن.


منذ اليوم الأول لتوليها حقيبة التعليم، بدت خطواتها حازمة، أعلنتها حربا على الفساد المتجذر، على المحسوبية، على اللامسؤولية التي أنهكت المدرسة الجمهورية وأفرغتها من معناها، واضعة نصب عينيها هدفا واضحا: تعليم جيد لأبناء موريتانيا. 


الانتقادات.. ثمن الشجاعة في مواجهة الفساد 
لكل مصلح ثمن، وثمن الإصلاح في قطاع التعليم كان موجة شرسة من الانتقادات والتشويه، لأنها هزت عروشا متجذرة، ورفضت أن تكون وزيرة "شكلية". 


لكنها، بصلابة نادرة، واصلت مسيرتها الاصلاحية، تقدمت في غربلتها للمصالح، شددت الرقابة، نزلت إلى الميدان، وجهت المفتشين، أعادت ترتيب أوراق الوزارة، وربطت المسؤولية بالمحاسبة، حتى لو كلفها ذلك استعداء أصحاب المصالح.  
اليوم، التاريخ يسجل أن وزيرة وقفت في وجه منظومة فاسدة، وحاولت أن تغير المسار. 


قد تنجح، وقد تواجه عقبات، لكن الأكيد أنها حاولت، وهذا بحد ذاته شجاعة تستحق الإشادة.  


ومع ذلك، تمضي الوزيرة في رؤيتها، لا تجامل في المبادئ، ولا تساوم في الإصلاح، لأنها تدرك أن التاريخ لا يخلد من أرضى الجميع، بل من خاض معاركه باسم الوطن.