ذكرى ميلاد عبد الرحمن شكرى.. حكاية اتهامه المازنى بالسرقة الأدبية

تحل اليوم ذكرى ميلاد عبد الرحمن شكرى واحد من مؤسسى المدرسة الشعرية المعروفة باسم الديوان مع العقاد والمازني وقد ولد في مثل هذا اليوم 12 أكتوبر من عام 1886، وهنا نتوقف مع علاقته بالمازني التي تأرجحت بين الود والمحاججة والجدال.

يقول محمد مندور في كتابه النقد والنقاد والمعاصرون في فصل بعنوان عبد الرحمن شكرى ناقدا: وبالرغم مما نشب بين شكري والمازني من خصام عنيف على أثر ما نشره شكري في مجلة المقتطف عن انتحال المعاني الشعرية حيث اتهم زميله بسرقة عدة معانٍ بل عدة قصائد من الشعر الإنجليزي المنشور في المجموعة الرائعة المعروفة باسم الذخيرة الذهبيةgolden treasury، مما أثار المازني ثورة عنيفة جعلته يصل في الخصومة إلى حدِّ اتهام شكري بالجنون، وتسميته ﺑصنم الألاعيب في المقالات التي نشرها عنه في كتاب الديوان نقول: إن المازني قد عاد رغم هذه الخصومة العنيفة إلى الاعتراف بفضل شكري وريادته، وذلك في مقال نشره بجريدة السياسة في 5 من أبريل سنة 1930 بعنوان التجديد في الأدب المصري حيث قال:

وقلَّ مَن يذكر الآن شكري حين يذكر الأدب ويعدُّ الأدباء، ولكنه على هذا رجل لا تخالجني ذرة من الشك في أن الزمن لا بدَّ منصفه، وإن كان عصره قد أخمله، ولقد غبرَ زمن كان فيه شكري هو محور النزاع بين القديم والجديد؛ ذلك أنه كان في طليعة المجددين إذا لم يكن هو الطليعة والسابق إلى هذا الفضل؛ فقد ظهر الجزء الأول من ديوانه سنة 1907 إذا كانت الذاكرة لم تخني (الصحيح أنه ظهر سنة 1909) وكنا يومئذٍ طالبين في مدرسة المعلمين العليا، ولكني لم أكن يومئذٍ إلا مبتدئًا، على حين كان هو قد انتهى إلى مذهب مُعيَّن في الأدب، ورأي حاسم فيما ينبغي أن يكون عليه، ومن اللؤم الذي أتجافى بنفسي عنه أن أُنكر أنه أول من أخذ بيدي وسدَّد خُطاي، ودلَّني على المحجة الواضحة، وأنني لولا عونه المستمر لكان الأرجح أن أظل أتخبط أعوامًا أخرى ولكان من المحتمل جدًّا أن أضل طريق الهدى