مع اقتراب فصل الشتاء، يبدأ موسم الفيروسات الموسمية في الانتشار بين الأطفال، مما يثير قلق الكثير من الآباء والأمهات الذين يلاحظون إصابة أبنائهم المتكررة بنزلات البرد والإنفلونزا والحمى الخفيفة إلا أن أطباء الأطفال يؤكدون أن هذه الحالات غالبًا ما تكون طبيعية وغير مقلقة، بل تعد جزءًا من عملية بناء جهاز المناعة لدى الطفل، بحسب موقع تايمز ناو.
وأكد الأطباء إن العدوى الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا ليست أمرًا يدعو للذعر، وإنما خطوة طبيعية في نمو الجهاز المناعي للأطفال، كما أن أغلب هذه الأمراض تشفى من تلقاء نفسها دون مضاعفات خطيرة، شرط الالتزام بالنظافة الشخصية، والتغذية السليمة، والمتابعة الطبية عند الحاجة فقط.
إصابة الطفل بالعدوى هل تعنى ضعف جهازه المناعى
أوضحت الدكتورة ليا رابابورت، طبيبة الأطفال من بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية، أن مرض الطفل لا يعني أن جهازه المناعي ضعيف، بل على العكس تمامًا، فهو دليل على أنه يقوم بوظيفته بشكل ممتاز، وأكدت أن المناعة القوية لا تبنى بالمكملات الغذائية أو العصائر، بل من خلال التعرض للأمراض والتعافي منها، وهي العملية التي يتعلم من خلالها الجهاز المناعي كيف يواجه الفيروسات والبكتيريا مستقبلاً.
ويشير الخبراء إلى أن الأطفال يصابون بالمرض بشكل متكرر خلال تقلبات الفصول بسبب التغيرات البيئية، مثل اختلاف درجات الحرارة وزيادة الوقت الذي يقضونه داخل المنزل، ما يؤدي إلى انتشار الفيروسات بسهولة، كما أن المواد المسببة للحساسية المحمولة في الهواء، مثل الغبار وحبوب اللقاح، تلعب دورًا إضافيًا في زيادة معدلات الإصابة.
وتوضح الدكتورة رابابورت أن الحمى ليست أمرًا خطيرًا كما يظن البعض، بل هي رد فعل طبيعي من الجسم لمكافحة العدوى، إذ يقوم برفع درجة حرارته لتقليل نشاط الفيروسات والبكتيريا. وتؤكد أن الخطر لا يكمن في ارتفاع درجة الحرارة بحد ذاته، بل في إهمال علاج الأعراض المرافقة إذا كانت شديدة أو مستمرة لفترات طويلة.
5 نصائح لوقاية الأطفال من العدوى
ولوقاية الأطفال خلال هذا الموسم المتقلب، ينصح الأطباء بمجموعة من الإجراءات الوقائية الأساسية التي يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في صحتهم ومناعتهم:
1. التغذية الجيدة
ينبغي أن يحصل الأطفال على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه الموسمية والخضراوات الورقية الخضراء، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لتقوية الجهاز المناعي. كما ينصح بتقليل الأطعمة المصنعة والمليئة بالسكريات، لأنها تُضعف مقاومة الجسم.
2. النظافة الشخصية
نظافة اليدين من أهم العوامل التي تمنع انتقال العدوى يجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون، خصوصًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، والحرص على تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
3. الحفاظ على نظافة اليدين بعد استخدام دورة المياه
من المهم أن يتعلم الأطفال القواعد الصحية السليمة قبل وبعد استخدام الحمام، لتجنب العدوى البكتيرية التي يمكن أن تنتقل بسهولة داخل الأسرة.
4. الالتزام بالتطعيمات الدورية
التطعيم من أكثر الوسائل فعالية للوقاية من الأمراض المعدية، فهو يدرب الجهاز المناعي على مقاومة الفيروسات قبل أن تهاجم الجسم، ويعمل كدرع واق يحمي الأطفال من أمراض خطيرة مثل الحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال.
5.ممارسة النشاط البدني بانتظام
تشجع الأبحاث الحديثة على ممارسة الأطفال للرياضة يوميًا للحفاظ على لياقتهم ونشاطهم، فالحركة المنتظمة تعزز الدورة الدموية وتقوي المناعة، وفي المقابل، يؤدي قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات إلى زيادة معدلات السمنة بين الأطفال، ما يجعلهم أكثر عرضة لأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
ويؤكد الأطباء أن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن دور الأهل لا يقتصر على علاج المرض بعد حدوثه، بل يمتد إلى خلق بيئة صحية تساعد الطفل على مقاومة العدوى منذ البداية وفي النهاية، فإن مرض الطفل المتكرر لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية، بل قد يكون علامة على أن جهازه المناعي في طور النمو والتطور الطبيعي