تتواصل لليوم السادس على التوالي فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة في عموم التراب الوطني، في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى مكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي في المناطق المتأثرة بالتغيرات المناخية، وخاصة على طول المسار الذي رسمته الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير. وفي هذا السياق، نظمت يوم أمس زيارة ميدانية رفيعة المستوى إلى المزرعة النموذجية في قرية بير البركه، التابعة لبلدية أوليكات بولاية اترارزة، والتي تبعد نحو 71 كيلومترا شرق العاصمة نواكشوط. وقد شارك في الزيارة كل من معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، ووالي ولاية اترارزة السيد أحمدنا ولد سيد أب، والمدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، السيد سيدنا ولد أحمد أعل، إلى جانب عدد من المسؤولين الإداريين والفنيين وشركاء التنمية. مزرعة نموذجية بمعايير مبتكرة: تُعد مزرعة بير البركه واحدة من المواقع النموذجية التي أنشأتها الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بالتعاون مع شركاء صينيين، ضمن رؤية شاملة لتجريب تقنيات حديثة في مجال مكافحة التصحر وإنتاج الشتلات، بما يتلاءم مع خصوصيات التربة والمناخ في المنطقة. وقد تم تجهيز المزرعة، التي تمتد على مساحة 4 هكتارات، بـ: بئرين ارتوازيين، ونظام ري بالتنقيط متطور، في حماية شبكة تظليل للحفاظ على المزروعات من الظروف المناخية القاسية. وشهدت المزرعة خلال هذا العام إنتاج أكثر من 90 ألف شتلة من الأنواع المحلية، بما في ذلك النباتات الغابوية والأشجار المثمرة والزينة، بهدف تعزيز الغطاء النباتي وبناء منظومة بيئية مستدامة. وخلال الزيارة، قامت معالي الوزيرة بغرس عدد من الشجيرات الرمزية، في رسالة رمزية تعكس أهمية الانخراط المباشر في العمل البيئي الميداني. وأشادت الوزيرة بهذا الإنجاز النموذجي، مؤكدة أن المشروع يجسد روح الشراكة بين موريتانيا وشركائها، ويبرهن على قدرة البلاد على التجديد والابتكار في مواجهة التحديات البيئية. وأكدت معاليها أن هذه المشاريع تسهم في تعزيز صمود المجتمعات المحلية، من خلال خلق وظائف خضراء، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الشتلات، وتوفير فرص لتدريب الشباب على التقنيات الزراعية الحديثة، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات تشكل ركيزة مهمة لبناء اقتصاد أخضر عادل ومستدام. الطائرات المسيّرة في خدمة البيئة: وتعتمد عملية التشجير على الشتلات المنتجة محليا في مشاتل الوكالة، والتي تتم زراعتها إما يدويا أو عبر البذر الجوي باستخدام طائرات مسيّرة، اقتنتها الوكالة خصيصا لتغطية المناطق الواسعة والمستهدفة على طول مسار السور الأخضر، مما يعكس نقلة نوعية في أدوات العمل البيئي والتقني في البلاد. تبرز مزرعة بير البركه كمثال حي على نموذجية العمل البيئي التنموي في موريتانيا، وتؤكد على أهمية التكامل بين التخطيط المؤسسي والدعم الدولي والتقنيات الحديثة، من أجل مواجهة التصحر، وتعزيز الغطاء النباتي، ودفع عجلة التنمية المستدامة في المناطق الريفية.
بير البركه تحتضن يوما مميزا من أسبوع الشجرة الوطني: أكثر من 90 ألف شتلة لتعزيز الغطاء النباتي
