منح اتحاد المؤرخين العرب الشاعر اخيارهم الوداني عضوية الشرف، تقديرًا لمسيرته الأدبية المتميزة وما قدّمه من إبداع شعري أثرى به الساحة الثقافية العربية.
وقد برز ولد الوداني بقصيدته الخالدة "عرين العرب" التي تجاوز صداها حدود الوطن العربي لتجد مكانتها بين أبرز الأعمال الأدبية المعاصرة.
ويأتي هذا التكريم ليجسّد اعتراف اتحاد المؤرخين العرب بمكانة الشاعر، ويبرز إسهاماته في تعزيز الحضور الشعري والأدبي، باعتباره أحد أبناء مدينة اعوينات ازبل وبلدية أم لحياظ الذين رفعوا اسمها عاليًا في المحافل الثقافية.
ويضع اوكار ميديا بين يدي قراءه القصيدة محل التكريم "عرين العرب":
ودع هــــريرة أرض العرب تشتعــل
وأهــلـها بُــكــرة فــي سـاحها قـتـلوا
دعــها تلاقي الـمنــايا فــي مرابــعـها
واهـــــرب لـعـلـك تـنـجو أيــها الرجل
لاشـــــيء إلا الأمــاني فــي خواطرنا
ثــكــــلى تـحـاصرنا والخوف والوجل
جــد فــي الثرى نـفـقـا تأوى إليه فقد
ســـدت أمــامك فــي أرجـائها السـبـل
إن خـلـت أنــك بـيـن العُـرْب في أمـن
مــن الــعـــداة فـــأنت الــواهم الخطل
الأرض مـلـك لـنـا لا الـمــال يـنـقـصـنا
ولا الــعـــتـاد كـــذا والـبـيـض والأسل
ولا الـصــــواريـــخ والألــــغــام نملكها
لــــكــنــه لـــيــس فـيـنـا لــو ترى بطل
فــشــــامـــــنــــا هُــدمت عراقنا نُهبت
وأرضـــــنـــــا سُـلـبـت ونـحـن نحتفـل
لا مــــــثــــل خـالد فـيـنا اليوم نبصره
ولا صـــــلاح ولا فــــي اللـــــــه نتصل
شـــبـــابــنــا فـي مغاني اللهو منشغــل
شــــيــخ الــقـبـيـلـة فـيـنا شارب ثمـل
لــــــٕذاك أضحت بلادي القدسُ مجزرة
وشــعـــبـــها الصامد المقدام مـعـتقـل
فــــي كـــــل شــبـر دمـاء حرة سفكت
لـصـبـيـة وأهــــالي بـــعــدهم ثــكــلوا
صــراخـهــم وجــواهـم في الدجى ألما
وجـــوعــهـــم وبـكــاهــم ليس يحتمل
طــــفــل يـنادي أبي من خـوفـه فـرقـا
وقــــــد أحــــاط به واسْتُحْكِم الأجــل
يـمــشي عـــلى وجـــل رجـــلاه حافية
فــي صــــوتــــه قــلق في خطوه ميل
وللــقـــنــــابــل وقــع فــــوق هـامـتـه
وللــــرصــاص إذا مــــا ســار يـنـتـعـل
يـبــكي وقـــد قتلت في الحرب جدته
وأمـــه فـي الــوغى ضاقت بها الحيل
آه ووالــــــــــــــــده يــرمي لـيـفـديــه
بــــــصــدره دونـــــــه والقصف متصل
والأرض مـــن تـحـــتـه تـهتز في طرب
يـكــــاد يــهْــوي لــها مـن أفــقـه زحـل
وطـفــلـــة مــــزقـــت أشــلاؤهـا إربــا
وثـــوبــــها مــن دمــــاها مسبغ خضل
مـــذابِــــحٌ لــم تـــــزل فـيـنا مواجعها
جـــراحــــها فــي دمـــانـا ليس تندمل
في دير ياسين في الـعبْـسـان في رفح
فـي خــان يونس حيث الموت والأمـل
وفــي الـرمال وفي الزيتون كم هدمت
مــــنـــــازل أهــلــها في سقـفـها رحلوا
وفـي الـمـغــازي ألا والشاطئ اشتعلت
بـــهـا الـقـنــابل والــنـيــران والـشُّعٓـــل
مـشــــاهـــد لا يـطـــيــق الـمرء رؤيتها
تـــبـكي لــــهــا حـزنــا أجـفانها المُـقـل
لـقــد مــضى زمــن الأبـطــال يا أسفي
وجــاءنــــا زمـــن مُسْـتـبْـهـمٌ خـــبِــل
قــابـــيـٕـل يـحـكــم فيه الأرض قاطبة
والأرض يُـعْـبــد فـــــي أرجائهـا هُـبــل
ولا غـــــرابــــة إن الــعُـرب قــد وهنوا
وفـي الحـفــاظ عـــلى أرواحهم فشلوا
ديـســت كــرامـتـهــم ضـاعت مهابتهم
لــــمــــا دُعـــــوا جبنوا لما رعـوْ خذلوا
التــغـلبـيــون فـي وجــه الـعـدا هـربوا
والبـكـريــون عــــلى عـلاتـهـم وجـــلوا
لا الـخــيـل راقـصـة زهــوا بسـاحـتـنـا
لا نـــاقــــة فـــي حمانا ويْك لا جمـل
عـمر قـضى وخـبـت في الناس سيرته
والأصــمــعي مــضـى والأعــرب الأول
والسيف في غمده مستوحش صــدئ
تـحــت التراب جــوى يـنـتـابه الـمـلـل
جسـاس عاش فشب القتل في وطني
والــــزير مات فمات الـثأر والــغـــزل
تـــوحـــد الــــعـــالــم الغربي يا أسفي
والــــعـــالـــم الــعــربي الجم يقـتـتـل
وغـــــزة وحـــدهـــا فـي النار صامدة
تــجـــاهــد الـــغـــرب لا ينتابـها الهلل
يـكـافــحـــون جـنـود الغاصبين وإن
جاروا على غيلة في الحرب أو جهلوا
نـيـل الـشهادة في ساح الــوغى شـرف
وفي عــجـــاج الــمـنـايا يعرف الرجـل
وفــي الـــصـمــود عــلـى عـلاتـه فـرج
وفــي الخــنــوع الـشـقـاوالـذل والزلل
ســنــغــلـــب لــو طـــال الـــزمان ولن
نـرضــى الـهــوان هــوى ما أطت الإبل