السودان يذبح فى صمت..المال الحرام يمول المجازر

ترتكب ميليشيات إرهابية، تمول من جهات وصفت بعواصم «المال الحرام» جرائم ترفضها القيم الإنسانية، بل قل إن شئت إنها من أبشع الجرائم في القرن الحادي والعشرين ضد أبناء جلدتهم في السودان الشقيق، الذين يذبحون في صمت.

كنت أظن أن ما يحدث من مجازر يبعث على الاشمئزاز والقشعريرة، لكن يبدو أن هناك مستوى آخر لهذه الوحشية التي ترتكب بحق أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم سودانيين، ليبقى الضحايا عرضة للقتل والتعذيب في ساحات متعددة توثقها العديد من الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الأمر الأكثر غرابة أن بعض هؤلاء الجبناء اتحدوا مع جهات أخرى في هدف واحد، ألا وهو إزهاق روح الإنسان وإيقاع المأساة بالمدنيين الأبرياء، فبعض التقارير تشير إلى وجود ترتيبات واتفاقات بين الجناة المعروفين بالأسماء حول هذا الهدف المشترك، كما رصدت تدفقات مالية وأسلحة تسهم عمداً أو بتواطؤ في إقامة مجازر جماعية وبناء أوهام دولة على جثث المدنيين.

إن دعم المال والسلاح يكشف عن خطة ممنهجة لإسكات الأصوات وإزهاق الأرواح تحت ذرائع واهية، لا يمكننا في هذا المقام إلا أن ندين هذه الأعمال ونطالب المجتمع الدولي بوقف كل أشكال التمويل والتسليح التي تفضي إلى إبادة المدنيين وإلى استباحة الدم البشري.

الغريب هو صمت الإعلام الدولي، إذ يبدو أن الأداة الصهيونية، التي لا شك أن لها أيادي خفية وخبيثة في إشعال هذا الاقتتال، تسعى إلى تقسيم السودان وتهديد الأمن القومي المصري بشكل واضح، بمساعدة بعض الخونة والمأجورين.


بعد المشاهد القاسية التي رأيناها بأم أعيننا من السودان الشقيق، يطرح عدة أسئلة، بعد هذا الدم المسفوك والمجازر واغتصاب النساء وقتل الأطفال، هل يمكن أن تقام دولتهم المزعومة؟، كيف يمكن لكيان يدعي الشرعية أن يبني دويلة على جثث الأبرياء وصرخات الأمهات؟، الجواب لا تجده إلا عند أولئك الخونة الذين لم يراعوا النساء والأطفال والشيوخ وعاثوا في الأرض فسادا، فأي مستقبل هذا الذى يمكن أن يبنى على أنقاض إنسانية تمزقت تحت وقع الرصاص والنار؟.

سمير حسني