ألقى وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، اليوم الأربعاء 5 نوفمبر 2025، كلمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية أمام الجمعية العامة الثالثة والأربعين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان.
وحضر الجلسة كلٌّ من السفيرة المندوبة الدائمة لموريتانيا لدى اليونسكو السيدة مولاتي المختار لمحيميد، وأعضاء الوفد الموريتاني المشارك من وزارة الثقافة والمندوبية الدائمة، إلى جانب وزراء ومندوبي الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في أعمال الدورة.
وفي مستهل كلمته، نقل الوزير تحيات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني والشعب الموريتاني إلى المشاركين، مشيدًا بتنظيم جمهورية أوزبكستان لأعمال الدورة، وبالجهود التي تبذلها الأمانة العامة لليونسكو في تعزيز الثقافة والحوار والتعاون الدولي في المجالات التربوية والعلمية والثقافية.
واستعرض الوزير أبرز البرامج والسياسات التي تبنتها موريتانيا في مجالات التعليم والثقافة والاتصال خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن هذه الجهود تهدف إلى جعل الثقافة رافعة للتنمية وجسرًا للتقارب الإنساني.
ففي المجال التربوي، أشار إلى الإصلاحات التي شملت إطلاق مشروع "المدرسة الجمهورية" الهادف إلى ترسيخ المساواة في فرص التعليم، إلى جانب بناء عدد كبير من المدارس وتوسيع الطواقم التربوية.
وفي مجال الثقافة والتراث، تم اعتماد مقاربة تربط بين الهوية والتنمية، وتنظيم مهرجانات المدن التاريخية، وإدراج مواقع ومدن موريتانية ضمن قوائم التراث الوطني والإسلامي، إضافة إلى تصنيف المحظرة وملحمة "صمبا حالادو" تراثًا عالميًا.
كما تناول الوزير جهود دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال تكوين الشباب في مجالات الفنون وتنظيم معارض ومهرجانات دولية، أبرزها معرض نواكشوط الدولي للكتاب ومهرجان الموسيقى الموريتانية، إلى جانب المشاركة في التظاهرات الثقافية الإقليمية والدولية.
وفي المجال الإعلامي، استعرض الوزير الإصلاحات التي نُفذت لترسيخ حرية الصحافة وضمان الحق في المعلومة، مشيرًا إلى تقدم موريتانيا في مؤشرات حرية الإعلام خلال السنوات الأخيرة، واعتماد سياسة تشاركية في تسيير القطاع.
كما تطرق إلى السياسات الاجتماعية التي جعلت الثقافة أداة لترسيخ العدالة والتماسك الاجتماعي، وإلى البرامج الموجهة للشباب والمجتمع المدني لتعزيز قيم المواطنة والتنوع.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على التزام موريتانيا بأولويات التعاون مع اليونسكو، خاصة في مجالات حماية التراث، وتطوير الاقتصاد الإبداعي، ورقمنة الأرشيف الثقافي، وتعزيز حرية التعبير، معتبرًا أن الثقافة تمثل أساسًا لبناء مستقبل قائم على الانفتاح والتفاهم والتآزر الإنساني.
