كشفت الدراسات الأثرية الحديثة أن حضارة وادي السند، التي نشأت حول نهر السند في باكستان الحديثة وامتدت إلى أجزاء من الهند وأفغانستان، كانت تتميز بتخطيط عمراني متقدم يفوق حضارات عصرها، بما في ذلك روما القديمة التي ظهرت بعد أكثر من ألف عام.
نظام عمراني مميز
وتشير الاكتشافات إلى أن مدن وادي السند، مثل موهينجو-دارو ولوثال، اعتمدت نظام شوارع شبكي منظم، مع شوارع رئيسية واسعة تصل إلى 30 قدمًا، وأزقة ضيقة للمنازل، إضافة إلى توفير مياه الشرب من آبار خاصة وفناءات مركزية للتهوية والإضاءة، كما تم بناء المدن على منصات حجرية ضخمة لحمايتها من فيضانات نهر السند، واستخدم سكان الحضارة نظام قياس دقيق لصناعة الطوب وتوحيد أحجام الشوارع والمباني، وفقا لما ذكره موقع هيستوري فاكت.
أول ميناء جاف بالعالم
وتبرز مدينة موهينجو-دارو بحمّامها الكبير الذي يقارب 900 قدم مربع، فيما يعتقد أن حوض لوثال يمثل أول ميناء جاف في العالم.
ويشير الخبراء إلى أن المدن الرومانية، رغم اعتمادها لاحقًا على نظم شبكية مماثلة، كانت أقل تنظيمًا في قلب العاصمة، مع شوارع ضيقة ومتعرجة وازدحام سكاني شديد أدى إلى مشاكل عديدة، أبرزها الحرائق في المباني متعددة الطوابق المعروفة باسم "إنسولا".
تؤكد هذه الاكتشافات أن حضارة وادي السند كانت متقدمة بشكل غير مسبوق في التخطيط العمراني وإدارة المدن، قبل ظهور روما بأكثر من ألف عام، ما يعيد النظر في إنجازات الحضارات القديمة.
