توصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل، ليل الخميس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة، والتي تنص على وقف شامل للحرب، وتبادل للأسرى والرهائن، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع بعد عامين من الحرب المدمّرة.
وجاء الإعلان عقب مفاوضات مطوّلة استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، وبتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الجانبين وقعا رسميًا على المرحلة الأولى من الخطة التي اقترحها مكتبه، مؤكدًا أن إطلاق سراح جميع الرهائن سيتم خلال أيام قليلة، وأن الاحتلال سيسحب قواته إلى خطوط متفق عليها تمهيدًا لوقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وقال ترامب في تصريحات له على منصة Truth Social:
"لقد وافقت إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطتي للسلام في غزة. هذه بداية سلام قوي ودائم، وسنعامل جميع الأطراف بإنصاف وعدل."
وأشار إلى أن تنفيذ البنود سيتم تحت إشراف لجنة دولية يرأسها شخصيًا، وأن الاتفاق يشمل “إعادة إعمار غزة لتكون منطقة خالية من التطرف والإرهاب، وتحقيق مستقبل اقتصادي مزدهر لشعبها”.
تتألف الخطة من عشرين بندًا، تهدف إلى إنهاء الحرب ووضع أسس إعادة الإعمار وإدارة غزة بآلية انتقالية دولية. ومن أبرز ما ورد فيها:
- وقف فوري للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيًا إلى خطوط متفق عليها.
- تسليم جميع الرهائن خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق علنًا.
- إفراج إسرائيل عن 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1700 معتقل من غزة، بينهم نساء وأطفال.
- دخول المساعدات الإنسانية الكاملة وإعادة تأهيل البنى التحتية والمستشفيات والمخابز.
- تشكيل سلطة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف هيئة دولية جديدة تسمى “مجلس السلام” يرأسها ترامب، ويشارك فيها توني بلير وعدد من القادة والخبراء الدوليين.
- إطلاق خطة اقتصادية شاملة لإعمار غزة وتحويلها إلى منطقة استثمارية واعدة.
- نزع السلاح الكامل من الفصائل المسلحة بإشراف مراقبين مستقلين، مع منح العفو العام لمن يسلم سلاحه ويلتزم بالسلم.
- تشكيل قوة استقرار دولية (ISF) بالتعاون مع مصر والأردن لتأمين الحدود وتدريب الشرطة الفلسطينية.
- ضمانة بعدم احتلال إسرائيل لغزة أو ضمها، مع بقاء حزام أمني مؤقت حتى اكتمال الاستقرار.
- إطلاق حوار بين الأديان لتعزيز ثقافة السلام والتسامح بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
- فتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية بعد تنفيذ إصلاحات السلطة الفلسطينية واستكمال إعادة الإعمار.
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان رسمي أنّ الاتفاق يمثل خطوة نحو إنهاء الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن المفاوضات التي جرت في شرم الشيخ كانت "مسؤولة وجادة" وهدفت إلى وقف الحرب وضمان انسحاب الاحتلال من القطاع.
وجاء في بيان الحركة:
"لقد توصّلنا إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة، ويضمن انسحاب الاحتلال ودخول المساعدات وتبادل الأسرى. نقدّر عاليًا جهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، كما نثمّن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي."
ودعت حماس الأطراف الضامنة إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، محذّرة من أي محاولة للمماطلة أو التنصل من البنود المتفق عليها.
وأضاف البيان أن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس "سجّل مواقف عزّ وشرف لا نظير لها"، مؤكدة أن تضحياته لن تذهب سدى، وأن المقاومة ستبقى على العهد حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري، باسم الوسطاء، أن الاتفاق على بنود تنفيذ المرحلة الأولى "سيفضي إلى وقف فوري للحرب وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين"، مشيدًا بدور مصر وتركيا وقطر في تقريب وجهات النظر وضمان التنفيذ العملي للاتفاق.
وأضاف الأنصاري أن الدول الراعية ستواصل التنسيق مع الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم إلى جميع مناطق القطاع.