شكلت زيارة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية الحوض الشرقي بداية مسار جديد في سياق الرؤية الإصلاحية الجديدة لإدارة الدولة، والتي عكستها مجمل خطب الرئيس خلال محطات الزيارة.
فقد كشفت خطب الرئيس عن ملامح سياسات الإصلاح المنتهجة والتي يجب تطبيقها، وطبقا لقراءة مضامين هذه الخطب ، فإن هذه السياسات ستركز على محورين أساسيين هما : محاربة الفساد على مختلف اوجهة ( الرشوة ، المحسوبية ، نهب المال العام، الابتزاز، غسيل الأموال…..الخ ) ومحاربةالكيانات المناهضة للدولة ( القبلية الشرائحية، الجهوية….) وتعتبر الرؤية الجديدة لرئيس الجمهورية أن الحد من تأثير هذين المعوقين هو المدخل الصحيح لتغيير ، والسبيل الوحيد للنهوض بالبلاد نحو مستقبل تتحقق فيه العدالة و النمو والازدهار .
ويبدو ان الرئيس بدأ فعلا بتنفيذي السياسة الإصلاحية التي يعتبرها رهانا للتغيير المنشود . من خلال محاسبة المتهمين بالفساد و من خلال تحريم حضور موظفي الدولة واعوانها للإجتماعات ذات الطابع القبلي وقد لا قت هذه الرؤية إجماعا وطنيا فريدا مما جعل آمال المواطنين في التنمية والعيش الكريم تتعلق بها . بيد أن هذا التحول المرغوب يحتاج إلى جهود مضنية ومشاركة صادقة من طرف الجميع مواطنين ومجتمع مدني وفاعلين سياسيين واحزاب وادارات ومؤسسات .
ولا شك أن مقاومة شرسة يقودها قادة الفساد واعوانهم ستواجه بكل قوة ومكر سياسة الإصلاح التي ينتظرها الشعب الموريتاني.. فما هو دور النخب والساسة في مواكبة مساعي رئيس الجمهورية في فرض وتعزيز الاصلاح. ؟
حياتي أحمد عبدي
ـ مستشارة جهة تكانت
ـ نائبة رئيسة شبكة النساء المنتخبات المحليات بافريقيا فرع موريتاني(REFELA)
ـ عضو المكتب التنفيذي لرابطة المستشارين الجهوي
